من انا

صورتي
الريـاض, Saudi Arabia
قطرات تنزف من محبري .. تعبر من خلال اقلامي فيتطاير من جنباتها حروف وكلمات معلنة عن ولادة افراحي .. احزاني .. وحدتي ..انسي .. غربتي .. تعاستي .. وضوحي .. غموضي .. ذاتي الإنسانية المكنونة في كتاباتي أو حتى فيما اختار من كلمات وحروف اعبر فيها عما يجول في عقلي أو ما يختلج في قلبي

الاثنين، 3 مايو 2010

رسـائل الحــرمان


عزيزي الحبيب

فقدتني زمناً إن يكن في قلبك منه وخزٌة ففي قلبي منه كحز السيف.
لم أنسك نسيان الجحود وإن كنتُ لم أذكرك ذكرى الوفاء فأبعثُ إليك بخبر يترجم عني،
إذ كنتُ في سجن وأنا الساعة منطلق منه. لا تجزع ولا تحسبنَّه سجن الحكومة ..
إن هو إلا سجن عينين ذابلتين كان قلبي المسكين يتمرغُ في أشعة ألحاظهما كما يكون
المقضي عليه إذا أحاطت به السيوفُ وجعل بريقُها يتخاطف معاني الحياة من روحه قبل أن،
يخطف هذه الروح بل سجن فكري الذي ابتُليتُ به وبخياله معاً فلا يزال واحد منهما يبالغ
في إدراك الجمال والآخر يبالغ في تقديره حتى تكاد تطلع نفسي من نواحيها لكثرة ما يسرفان
عليها كما يريد الأطفالُ أن يملأوا القدح ليستفيض لا ليمتلئ ، وليرسل الماء لا ليمسكه؛
فلو أنهم صبوا فيه ملء بحر بأمواجه لجرى البجر من حافة قدح صغير.
ما أحسبني قطُّ رأيتُ امرأة جميلة كما هي في نفسها وتركتها كما هي في نفسها
بل هناك نفسي. وآهٍ من نفسي. وما أسرع ما يمتزج في هذه النفس بعض الانسانية
المحبة ببعض الانسانية المحبوبة فإذا أنا بشيء إلهي قد خرج لي من الانسانيتين.
هو هذا الشعر؛ هو هذا البلاء؛ هو هذا الحب.

فررت منك ومن سواك يا عزيزي مصيف إلى امرأة كالتي جعلت آدم يفر حتى من الجنة
ومن الملائكة ؛ وقد يكون اتصال رجل واحد بامرأة واحدة كافياً أحياناً لتكوين عالم كامل
يسبح في فََلكٍ وحده. عاَلمٍ مسحور، في فلك مسحور، لا يخضع إلا لجاذبية السحر،
ولا يعرف إلا تهاويل السحر. على أنك لم تفقد مني في هذه السنة إلا بضعة كُتُب وكلاماً
كنا نََترسل به وليس فيه إلا الحبر؛ فسأرد عليك من ذلك كُتب سنوات وأعوضك برسائلي
كلاماً فيه دمع العين ودم القلب. فقدتني صديقاً يهز يديك بتحيته والآن أعود إليك شاعراً
يهز قلبك بأنينه.


بقلم / مصطفى صادق الرافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق